مسؤول أممي: غزة تعيش كابوساً تاريخياً.. ودعوة لوقف فوري لإطلاق النار
مسؤول أممي: غزة تعيش كابوساً تاريخياً.. ودعوة لوقف فوري لإطلاق النار
في جلسة ربع سنوية مفتوحة لمجلس الأمن الدولي، أطلق خالد خياري، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون الشرق الأوسط وآسيا والمحيط الهادئ، الأربعاء، تحذيرًا وصفه كثيرون بالمؤلم، مؤكدًا أن الحرب في غزة "تحولت إلى كابوس ذي أبعاد تاريخية". ودعا المجلس إلى ممارسة ضغط فوري من أجل وقف إطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين.
تأتي هذه الدعوات في وقت يستمر فيه "الوضع المروع" في القطاع بالتدهور، حيث توسّع إسرائيل عملياتها العسكرية خاصة في دير البلح، ما أدى لنزوح آلاف الفلسطينيين واستهداف منشآت أممية وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
وأفاد خياري بأن 1,891 فلسطينيًا أستشهدوا منذ نهاية يونيو، بينهم قرابة 294 شخصًا فقدوا حياتهم أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات، وأكد أن النساء والأطفال هم الأكثر تضررًا من هذا العنف المتصاعد.
أزمة وقود تخنق الحياة
أشار خياري إلى سماح السلطات الإسرائيلية بإدخال كمية محدودة من الوقود بعد أكثر من 130 يومًا من الحظر الكامل على قطاع غزة، لكنها تبقى "جزءًا ضئيلًا" من الاحتياجات الأساسية لتشغيل المستشفيات وخدمات الإغاثة، وحث جميع الأطراف والدول الأعضاء في الأمم المتحدة على اتخاذ خطوات ملموسة لإنهاء المعاناة وإيصال المساعدات.
لم يقتصر القلق الأممي على غزة فقط؛ إذ قال خياري إن الضفة الغربية تشهد ارتفاعًا خطيرًا في العنف مع استمرار هجمات المستوطنين وتوسع الاستيطان، إلى جانب أزمة مالية حادة تهدد قدرة السلطة الفلسطينية على تقديم الخدمات العامة. وأكد أن استمرار هذا التدهور المالي قد يقوّض جهودًا استمرت سنوات لبناء المؤسسات الفلسطينية.
وفي خضم هذه التحديات، تواجه وكالة الأونروا أزمة مالية حادة، حيث فقدت 330 من موظفيها في الحرب، وأوضح خياري أن التمويل المتوفر لن يكفي لدعم عمليات الوكالة بعد أغسطس 2025، داعيًا المجتمع الدولي للتحرك العاجل.
مواقف متباينة
خلال الجلسة، عبّر رياض منصور، مراقب دولة فلسطين لدى الأمم المتحدة، عن ألم الفلسطينيين قائلاً إن إسرائيل "لا تدمر فقط المباني بل حياة مليوني إنسان"، داعيًا لتشكيل تحالف عالمي لوقف ما وصفه بالإبادة الجماعية في غزة.
في المقابل، قال السفير الإسرائيلي داني دانون إن بلاده "تسعى لحماية أرواح الأبرياء وتفكيك شبكات الإرهاب"، متهماً بعض الوكالات الأممية بالتحيز ضد إسرائيل.
تفاقمت الأوضاع في غزة منذ أكتوبر 2023 إثر التصعيد العسكري بين إسرائيل وحركة حماس، ما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف وتدمير البنية التحتية للقطاع شبه كليًا، يعيش أكثر من مليوني فلسطيني في ظروف إنسانية قاسية بسبب نقص الغذاء والمياه والدواء، بينما تواجه مؤسسات الإغاثة، وعلى رأسها الأونروا، صعوبات هائلة في العمل نتيجة القيود المفروضة ونقص التمويل.
يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه المخاوف الأممية من انهيار كامل للنظام الصحي والإنساني في القطاع إذا لم يتم التوصل لاتفاق سياسي شامل.